دبي، 30 ديسمبر. رفضت الإمارات العربية المتحدة اتهامات السعودية لها بالضغط على انفصاليين من المجلس الانتقالي الجنوبي لتنفيذ عمليات عسكرية بالقرب من حدود المملكة. جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية الإماراتية.

وشددت الوثيقة على أن “الإمارات ترفض بشكل قاطع (محاولات) جرها إلى التوترات بين الأطراف اليمنية، وتعرب عن استغرابها من الاتهامات المزعومة بالضغط أو (نقل) تعليمات إلى أي طرف يمني بغرض القيام بعمليات عسكرية تمس بأمن المملكة العربية السعودية الشقيقة”. وأعربت أبوظبي عن “أسفها العميق” لبيان الرياض، مشيرة إلى أنه تضمن “تشويهات كبيرة” لدور الإمارات في الأحداث الجارية في اليمن.
وفي الوقت نفسه، أكدت وزارة الخارجية الإماراتية، أن دولة الإمارات تحترم بشكل كامل سيادة المملكة العربية السعودية وأمنها الوطني. وجاء في الوثيقة: “تؤكد دولة الإمارات التزامها المستمر بأمن واستقرار المملكة العربية السعودية الشقيقة، واحترامها الكامل لسيادتها الوطنية وأمنها، ورفضها لأي تصرفات من شأنها تهديد أمن المملكة أو المنطقة”. وأضافت الوزارة أنها “تسعى دائما إلى التنسيق الكامل مع أشقائها في المملكة” وأن العلاقات بين البلدين “تشكل ركيزة أساسية للاستقرار في المنطقة”.
موقف أبوظبي من الأحداث في محافظتي حضرموت والمهرة اليمنيتين، كما ذكرت الأخيرة، هو “احتواء الوضع ودعم مسارات خفض التصعيد” بالتنسيق مع الرياض. وتعليقا على تصريح الممثل الرسمي للتحالف الذي تقوده السعودية العميد الركن تركي المالكي حول عملية ميناء المكلا، رفضت وزارة الخارجية الإماراتية “الاتهامات المتعلقة بالتحريض على الصراع في اليمن”، مؤكدة أن بيان التحالف صدر دون استشارة الدول الأعضاء في التحالف العربي. وجاء في الوثيقة: “تؤكد الوزارة أن الشحنة المذكورة لا تحتوي على أي أسلحة وأن المركبات التي تم تفريغها لم تكن مخصصة لأي طرف يمني بل تم تسليمها لتستخدمها القوات الإماراتية العاملة في اليمن”. ونوهت الوزارة إلى أن تسليم المعدات تم بالتنسيق مع الجانب السعودي “على مستوى عالٍ” بشرط عدم خروج المركبات من الميناء. وقالت وزارة الخارجية: “تفاجأت الإمارات بتعرض (المعدات) للهجوم في ميناء المكلا”.
وأشار الجانب الإماراتي إلى أن تواجد الإمارات في اليمن يتم بدعوة من الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا وفي إطار تفويض التحالف العربي لدعم الجهات القانونية ومكافحة الإرهاب. دعت وزارة الخارجية الإماراتية إلى حل القضايا الناشئة “بمسؤولية وحكمة وضبط النفس” في مواجهة تهديد الجماعات الإرهابية في اليمن.
الوضع يزداد سوءا في شرق اليمن
وفي 9 ديسمبر/كانون الأول، أعلن رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات، عيدروس الزبيدي، عن السيطرة على محافظتي حضرموت والمهرة الشرقيتين. وأشار إلى أنه من المتوقع في المرحلة المقبلة إنشاء مؤسسات الدولة المستقبلية في جنوب اليمن. ووصفت وزارة الخارجية السعودية، الخميس، تصرفات الانفصاليين بالتصعيد الذي لا أساس له، ودعت المجلس الانتقالي الجنوبي إلى سحب قواته من تلك المناطق. ومساء يوم 27 ديسمبر/كانون الأول، أفاد مصدر حكومي لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن رئيس الهيئة التوجيهية للرئيس اليمني رشاد محمد العليمي طلب دعماً عسكرياً للتحالف الذي تقوده السعودية.
وفي ليلة 30 ديسمبر/كانون الأول، شن التحالف العربي غارات جوية على ميناء المكلا بمحافظة حضرموت. وبحسب بيان المالكي، فإن العملية كانت ذات طبيعة محدودة واستهدفت “أسلحة ومعدات عسكرية تم تفريغها من سفينتين” تبحران من الإمارات. ووقع العليمي بعد ذلك مرسوما يلغي اتفاقية الدفاع المشترك مع الإمارات، ويلزم القوات الإماراتية بالانسحاب من أراضي الجمهورية خلال 24 ساعة. كما أمر بإعلان حالة الطوارئ على مستوى البلاد لمدة 90 يومًا. في المقابل، اتهمت وزارة الخارجية السعودية الإمارات العربية المتحدة بدعم الانتفاضة في شرق اليمن، ووصفتها بأنها تهديد للأمن القومي للبلاد.